القطن من النباتات التي يصّنع منها الكثير من المنتجات مثل الملابس، والخيوط، والمفروشات، وغيرها من الاستخدامات الأخرى مراحل صناعة القطن هي عبارة عند عدة خطوات يتم من خلالها تحويل ألياف القطن الخام، إلى خيوط، ثم الغزل، والنسيج وهذا ما سنتعرف عليه بالتفصيل في هذا المقال.
مراحل صناعة القطن
القطن هو من النباتات المغطاة بالقشرة، وينمو في الغالب بالمناطق الحارة، ويحتاج إلى ظروف خاصة كي ينمو بشكل جيد، فهو يتطلب تربة خصبة، ودرجات حرارة مرتفعة، مع توفر المياه بكثرة، ويعتبر القطن من المحاصيل التي تحتل المراكز المتقدمة من بين المحاصيل الأخرى كونه من أكثر المزروعات التي تُستخدم في العديد من الصناعات مثل الأنسجة، والمفروشات، والستائر، والمراتب وما إلى ذلك.
شاهد أيضاً || ما هو قماش البوليستر.. تعرف على ميزاته وتاريخه وأنواعه وكيف يُصنّع؟
1- زراعة وإنتاج القطن
يتم زراعة القطن العضوي في الحقول الخضراء ضمن المناخات الاستوائية. في بلدان مثل الهند، وأمريكا، وتنزانيا، والصين، والبيرو، والسنغال، وغيرها من البلدان.
تتمثل المرحلة الأولى من مراحل صناعة القطن في زراعة بذور القطن، حيث يتم سقاية البذور بالمطر، وبمجرد أن ينمو نبات القطن يقوم المزارعون بجني القطن يدوياً.
أثناء نمو القطن العضوي، لا يتم استخدام مبيدات الآفات، أو الأسمدة الكيميائية. بدلاً من ذلك يستخدم المزارعون سماداً طبيعياً، ويقضون على الآفات يدوياً.
2- حلج القطن
عملية حلج القطن هي عبارة عن مصطلح يستخدم للدلالة على العملية الكاملة في تحويل كرات القطن إلى ألياف.
بمجرد انتقاء الكرات القطنية، يتم نقلها مباشرةً إلى مصنع الحلج بالشاحنات، وهنالك يتم وضع القطن في آلة الحلج التي تقوم بفصل ألياف القطن عن البذور، ويتم إزالة إي أوساخ، وسيقان، وأوراق، ووبر.
عند الانتهاء من مرحلة التنظيف والفصل، يتم بعد ذلك جمع البذور لاستخدامها في زراعة القطن بالعام التالي ويستخدم جزء منها في إنتاج زيت بذور القطن، ويتم استخدام النسالة في صناعة الورق والبلاستيك، ويشار إلى القطن الآن باسم قطن النسالة وهو الذي تم فصله من البذور، يتم كبس القطن المحلوج.
3- مرحلة غزل القطن
عملية غزل القطن هي عبارة عن مصطلح يُستخدم من أجل وصف العملية التي تمر فيها الألياف عبر آلة التمشيط التي تفصل الألياف عن بعضها إلى أن تصبح خيوطاً، لتصبح في النهاية جاهزةً للنسج، أو الحياكة.
خلال مرحلة غزل القطن، يتم تنظيف القطن بشكل جيد عبر عملية تنظيف شاملة، ثم يتم بعد ذلك تمشيط الألياف بواسطة مجموعة من الآلات، ويتم لفها بالنهاية لتشكيل بكرة غزل محكمة.
بمجرد تحويل القطن إلى نسيج قطني محبوك، يتم نقله بالشاحنات إلى مصانع الصباغة.
4- صباغة الأقمشة القطنية
أحد أكبر المخاوف المتعلقة بمرحلة صباغة الأقمشة القطنية هي التلوث البيئي، حيث يتم استخدام مواد كيميائية سامة في عملية الصباغة.
عملية الصباغة التقليدية، هي عملية شديدة السمية تتطلب الكثير من الماء طوال مرحلة الصباغة، حيث يؤدي ذلك إلى إنتاج كميات كبيرة من النفايات المختلطة بالمياه، وتصبح على الفور مليئة بالمعادن الثقيلة السامة، والملوثات.
المواد الكيميائية السامة المستخدمة في الأصباغ لها تأثير ضار ليس فقط على البيئة، ولكن أيضاً على المزارعين، والأشخاص القاطنين ضمن المناطق المحيطة بمصانع الصباغة.
كما أن هذه الطريقة بالصباغة لها تأثير سلبي أيضاً على المستهلكين حيث تظل 80 بالمئة من المواد الكيميائية السامة المستخدمة في الصباغة عالقةً على الملابس لفترة طويلة بعد عملية الإنتاج.
وبالمقابل هنالك مصانع تعتمد على الأصباغ الطبيعية، هذا يعني أن الألوان المستخدمة في الأصباغ تأتي من منتجات طبيعية، مثل الشمندر، والسبانخ، والكركم، وما إلى ذلك.
ولكن الأصباغ الطبيعية تفتقر إلى حيوية الأصباغ الاصطناعية، ولهذا لا يتم استخدام الطبيعية كثيراً مثل الصناعية.
5- إنتاج وتوزيع الملابس
بمجرد إعداد القطن وصباغته يصبح جاهزاً لبدء المرحلة النهائية، وهي انتاج الملابس.
يتم صناعة الملابس ضمن سلسلة من العمليات، حيث يعمل العمال لساعات طويلة من أجل انتاجها.
في هذه المرحلة يبدأ فريق التصميم بتحديد الأحجام، والقطع، والألوان مع العمال، ثم يقوم العمال بتقطيع القماش القطني النهائي إلى التصاميم المطلوبة، ثم يتم جمع كل شيء معاً من خلال الخياطة على آلات الخياطة الصناعية.
بمجرد اكتمال الملابس، يتم جمعها، ثم يتم إرسالها كي يتم تنظيفها وطويها، ثم يتم تعبئة الملابس، وتخزينها في المستودعات، ثم يتم إرسالها إلى المتاجر كي تكون متاحةً للشراء.
تاريخ صناعة القطن
تم استخدام القطن في تصنيع الملابس في البيرو، والمكسيك منذ 5000 سنة مضت. كما تمت زراعة القطن ونسجه في الهند، والصين، ومصر، وباكستان منذ حوالي 3000 سنة قبل الميلاد.
وبعض الأقوال تشير إلى أن العرب هم أول من عرفوا زراعة القطن، وأدخلوه في معظم الصناعات التي كانت تصدر لأوروبا.
بحلول القرن الرابع عشر، كان المزارعون المتوسطيون يزرعون نبات القطن، ويشحنون أليافه إلى هولندا للغزل والنسيج.
حصل تحسن هائل على عمليات غزل القطن حيث بدأت الابتكارات البريطانية في أواخر القرن الثامن عشر عبر ابتكار آلات الغزل التي تعمل بطاقة المياه.
ثم انتقلت صناعة غزل القطن إلى مصنع رود آيلاند وهو أول مصنع نسيج أمريكي يستخدم المغازل الآلية، ويمثل هذا المصنع بداية ثورة صناعة القطن الأمريكية غيّرت مراحل صناعة القطن في أمريكا، التي كانت طويلة للغاية، وتحتاج إلى عدد كثيف من العمل، ويتم إجراؤها يدوياً.
