ساهمت وفرة زيت الزيتون في نابلس في خلق بيئة مناسبة لإنتاج الصابون؛ إذ إن نابلس تعد موطنَ صناعة الصابون بزيت الزيتون، كما ساهمت الحمامات التركية التقليدية في استمرار هذه الصناعة وزيادة الطلب عليها، قد كان المواطن الفلسطيني في نابلس ينهي عمله في المساء، ويشتري قطعة صابون، ويذهب إلى الحمام ليغتسل، وفي الحقيقية إن صناعة الصابون في نابلس تعود إلى أكثر من ألف سنة؛ حين كان الصابون يصنع في نابلس، وينقل إلى باقي البلاد ليُستخدم في دمشق، والعديد من المناطق العربية الأخرى، فقد كانت نابلس تحتوي على أهم مصانع الصابون في العالم، ويتكون الصابون النابلسي الأبيض من زيت الزيتون النقي والصودا، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الصابون يصنع يدويًّا في عملية إنتاج طويلة ومعقدة للغاية لكنها دقيقة جدًّا من حيث الكميات المستخدمة وآلية التحضير للحفاظ على جودة الصابون، إذ يطهى خليط الصابون على نار ساخنة، ويسكب على الأرض ثم يقطع يدويًّا، وقد كانت تلك العملية تتم في أثناء غناء الأغاني الفلسطينية التي يسمعها جميع سكان مدينة نابلس.
كيفية تمييز الصابون النابلسي الأصلي
يمكن تمييز الصابون النابلسي الأصلي من غيره من خلال الانتباه للأمور الآتية:
- من المرجع ألا يكون الصابون الطبيعي ناصع البياض، وعند إضافة الأعشاب فإن لونه يتحول إلى اللون الداكن إلا إذا كان الصابون مصنع باستخدام جوز الهند، أو إضافة بعض الأملاح بيضاء اللون، أما الصابون المصنع فإن بعض المصانع تضيف إليه ثاني أكسيد التيتانيوم، وهذا هو السبب في أنها تكون ناصعة البياض.
- لن يكون الصابون الطبيعي نقيًّا تمامًا، وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص يضيفون الكحول أو شراب السكر أو الجليسرين إلى الصابون الطبيعي حتى يصبح نقيًّا، إلا أنه لا يمكن أن يكون كذلك، وعند رؤية أنواع نقية تمامًا من الصابون فإنها على الأرجح تكون قد صنعت بطريقة الذوبان والصب أي شراء قوالب جاهزة من الصابون، وتذويبها ثم صبها في القالب المراد صنع الصابون داخله.
- إذا كان الصابون يستخدم صبغات طبيعية مثل القهوة أو الكاكاو أو زيت نبق البحر فلن يكون له لون لامع، أما اللون اللامع للصابون فينتج عند إضافة ملونات طعام، أو أصباغ مستحضرات التجميل.
- إذا كان الصابون له رائحة طويلة الأمد فعلى الأرجح أنه مصنوع من العطور الصناعية، والعطور شبه الصناعية، وليس من الزيوت الطبيعية كما في الصابون النابلسي.
- لا يمكن أن يكون الصابون الطبيعي صلبًا جدًّا فهو يكون أكثر نعومة وأسهل في التقطيع، أما الصابون المصنع فيكون صلبًا جدًّا مثل الصخر.
- إن الصابون النابلسي الأصلي لا ينتج الرغوة عند استعماله بعكس أنواع الصابون الصناعية، وذلك لأن زيت الزيتون يقاوم أي عوامل إضافية منتجة للرغوة.
5 فوائد للصابون النابلسي
إن الجمال والعناية الشخصية من أهم الأمور التي تهتم بها النساء في عصرنا الحالي، ولكن معظم النساء لا يدركن أن سر الجمال والعناية الشخصية متوفر في خزانة المطبخ؛ إذ إن زيت الزيتون له فوائد جمة لا تقتصر على تتبيل السلطة أو القلي أو غير ذلك، وإنما يدخل في تحضير المستحضرات والكريمات بنسبة كبيرة، بالإضافة إلى منتجات الاستحمام والعناية بالجسم مثل الشامبو والصابون، وبما أن الصابون النابلسي يتكون بشكل رئيس من زيت الزيتون فإنه له فوائد جمة، وفيما يأتي تفصيل لأبرزها:
- يعد زيت الزيتون من أكثر المواد الفعالة في مكافحة الشيخوخة؛ وذلك لاحتوائه على حمض الأوليك، والبولي فينول؛ إذ إن هذه المكونات تعمل معًا لتحسين ملمس البشرة ولونها، ونظرًا إلى أن زيت الزيتون يعد مغذيًا للغاية فإنه يساعد على تجديد الزيوت التي تفقدها البشرة مع التقدم في السن، كما أنه يساعد على التقليل من التجاعيد، ويعطي مظهرًا صحيًّا ومتوهجًا للبشرة.
- يعد زيت الزيتون مناسبًا لجميع أنواع البشرة نظرًا إلى أنه مكون طبيعي وصحي، إذ يمكن لأي فرد من أفراد العائلة استخدامه حتى على البشرة الحساسة، إلا إذا ثبت أن أحد الأشخاص يعاني من الحساسية منه.
- يعد زيت الزيتون من المواد الغنية بمضادات الأكسدة، وبالتالي فإنه يعزز صحة البشرة، ويجعلها أكثر إشراقًا، كما أنه يعمل على طرد الجذور الحرة غير الطبيعية، والمسببة للضرر.
- يعد زيت الزيتون من المواد الغنية بالفيتامينات، والعناصر الغذائية الرئيسة؛ إذ إنه يحتوي على فيتامين A وE بنسبة كبيرة اللذين يساعدان في تحسين مظهر البشرة، وتعزيز المناعة في الوقت نفسه، كما أنه يحتوي على بيتاكاروتين الذي يساعد في تحفيز نمو خلايا جديدة، وهذا يعطي مظهرًا أكثر توهجًا وشبابًا.
- يساعد زيت الزيتون بنسبة كبيرة في تلطيف أمراض الجلد مثل الإكزيما، ومشكلات البشرة الأخرى مثل حب الشباب، وذلك لأن هذه الأمراض قد تتطور إلى مشكلات جلدية خطيرة، لكن استخدام زيت الزيتون له قوة شفاء طبيعية من جميع أنواع مضاعفات الجلد إذ يمكنه اختراق الجلد وترطيب البقع الجافة بشكل فعال.