يتجمع الغبار في المنزل تجمعًا سريعًا، وإن جزءًا من هذا الغبار يتكون من خلايا جلد الإنسان الميتة؛ إذ إن الإنسان ينتج 1.5 غرام من الخلايا الميتة يوميًّا وهذه الكمية كافية لتغذية مليون حشرة عث منزلي، ويشبه العث العناكب البيضاء الصغيرة، وهو يسبب الكثير من الأمراض الجلدية والتنفسية، كما أنه ينتشر على نطاق واسع في المنازل خاصة في الأقمشة؛ كالأسرة والملابس والسجاد والستائر وغيرها، ومن الصعب إيجاده واكتشافه لأن حجمه لا يتجاوز ثلث مليمتر واحد، ويعيش ذكور العث لمدة شهر وتعيش الإناث لثلاثة أشهر، وفي هذا المقال سنطرح طرق معرفة وجود العث وكيفية الوقاية منه.
علامات تدل على وجود العث المنزلي
يختلف العث المنزلي أو عث الغبار عن الحشرات الأخرى التي تعيش في الأقمشة بأنها لا تعض الإنسان، وبالتالي لا تسبب علامات قرص على جلده، وإنما تسبب احمرارًا كالطفح الجلدي، وإن استنشاق هياكل العث وبرازه يسبب مشكلات تنفسية، ويلاحظ الأفراد المصابون بالحساسية بأنها تشتد في الأشهر الحارة الرطبة التي تكون الحرارة فيها مابين 23-26.5 درجة مئوية وبرطوبة تتراوح ما بين 70-80 بالمئة؛ إذ إنها البيئة المناسبة لنمو العث، وتظهر علامات عديدة تدل على وجود العث كالعطس والكحة، وحكة في الحلق، وسيلان الأنف، وحكة العينين وسيلان الدموع منهما، مع حكة واحمرار في الجلد، وقد تصل هذه الحساسية إلى التسبب بنوبات الربو، وتزداد هذه الأعراض سوءًا في الليل عند الاستلقاء، وعند البقاء في المنزل لأيام عديدة.
طرق الوقاية من العث المنزلي
من الممكن تقليل وجود العث من خلال الاهتمام بالأماكن التي يعيش العث فيها وتنظيفها والانتباه إلى الوسائل التي ينتقل من خلالها، وهي كالتالي:
1. الهواء
ينقل الهواء الكثير من الأمور التي تكون غذاءً للعث أو تسبب الحساسية ، وفيما يلي توضيح لطرق التقليل من مسببات الحساسية المنقولة عبر الهواء:
- تجنب استخدام مراوح النوافذ والعلّيات؛ لأنها تدخل الهواء المحمّل بحبوب اللقاح وأبواغ العفن وغيرها من مسببات الحساسية.
- استخدام المكيفات بدلًا من فتح النوافذ لمنع دخول مسببات الحساسية، وضبطها على حرارة لا تتجاوز 21 درجة مئوية ورطوبة تصل إلى 50%؛ لأن الحرارة الباردة تقلل انتشار العث.
- استخدام آلات تنظيف الهواء وتنقيته، إذ إنها تحتوي على فلتر متخصص بامتصاص الجزيئات (HEPA) وبذلك فإنها تعمل على شفط حبوب اللقاح وفرو الحيوانات وبقايا التبغ الموجودة في الهواء.
2. الأقمشة
توفر الأقمشة البيئة الرطبة الدافئة المحببة للعث، وتتضمن هذه الأقمشة الأثاث والسجاد والأسرَّة والستائر، وينبغي الانتباه إلى الأمور التالية لتقليل تواجد العث فيها:
- تجنب اختيار الأثاث المنجّد والسجادات والستائر التي تجذب الغبار.
- اختيار أقمشة الوسائد والأسرة ذات النسيج المحكم الذي يمنع دخول الغبار والعث إليه، إذ ينصح بتجنب الألياف الصناعية واختيار الأقمشة الطبيعية محكمة النسيج كالحرير والبامبو وبعض أنسجة الصوف، ويجب أن لا يتجاوز قطر مساماتها عشرة ميكرونات (0.01 مليمتر)، ويطلق عليها الأقمشة التي تسمح بنفاذ الهواء والسوائل، مما يمنع وجود الرطوبة أسفلها وتكوين بيئة مناسبة للعث.
- اختيار الأثاث المصنوع من الخشب أو البلاستيك أو الجلد أو الفينيل والتي يسهل مسحها وتنظيفها.
- إزالة السجاد عن الأراضي والجدران خاصة في غرف النوم.
- استخدام السجادت الصغيرة التي يمكن غسلها.
- استخدام الستائر البلاستيكية ذات البكرة بدلًا من الستائر القماشية أو استخدام الستائر القابلة للغسل.
- إزالة الأغراض التي تجمع الغبار في غرفة النوم، كالدمى المحشوة، والمناظر المعلقة والمعروضة، والكتب، والورود الاصطناعية.
- تجنب استخدام الملاحف الصوف والمنسوجة التي تحبس الرطوبة داخلها.
- تجنب ترتيب السرير بعد الاستيقاظ مباشرة وتركه يتهوى، وفتح النوافذ والستائر لتدخل الشمس.
3. التنظيف
يمكن التنظيف بطريقة فاعلة للتخلص من الغبار الذي يجذب العث من خلال اتباع النصائح التالية:
- مسح الأرضيات المبلطة والخشبية بممسحة رطبة أو باستخدم الماء يوميًّا.
- استخدام المكانس الكهربائية لإزالة الغبار عن الأثاث والسجاد من مرة إلى مرتين أسبوعيًّا.
- مسح الأسطح التي تتراكم عليها الغبار أسبوعيًّا.
- استخدام مكانس تحتوي على فلتر ممتص للجزيئات (HEPA) والتي تستطيع امتصاص العث وحبوب اللقاح وتمنع تسربها إلى الخارج، لأن المكانس العادية قد تسرب المواد الممتصة إلى الجو مرة أخرى.
- استخدام قناع واقٍ في أثناء التنظيف؛ لأن التنظيف يتسبب بانتشار الغبار في الجو، أو الاستعانة بأفراد الأسرة الآخرين الذين لا يعانون من التحسس.
- استخدام آلة تنظيف بخارية عند تنظيف السجاد والأقمشة؛ لأن العث يموت في درجات الحرارة المتجمدة أو في الحرارة التي تزيد عن 54 درجة مئوية والتي توفرها هذه الآلات.
- غسل أقمشة الأسرة وأغطية الوسائد كل أسبوع أو أسبوعين في ماء ساخن لا تقل درجة حرارته عن 54.5 درجة مئوية، أو تعريضها للحرارة بأي شكل.
- استخدام مواد تنظيف لقتل العث، ولكنها تعد طريقة غير فعالة وفق رأي بعض الخبراء.
- استخدام مواد طبيعية تحمي من غزو الحشرات وتقتلها كالتراب الدياتومي (Diatomaceous Earth)، فهو يعد مادة غير سامة تعمل على التخلص من العث بشكل فعال، وهي تستخدم من خلال رشها على السجاد والأقمشة وتركها من يومين إلى ثلاثة أيام ثم شفطها بالمكنسة للتخلص منها ومن هياكل الحشرات الميتة.
- استخدام حمض التنيك (التانين) كمحلول بتركيز 3%، أو كمسحوق لرشه كما هو الحال في تراب المشطورات، ولكن يجب الانتباه في أثناء استخدامه لأنه يسبب تحسسًا للجلد والرئتين.
- ترك بعض الحشرات غير المؤذية للإنسان والتي تتغذى على العث المنزل؛ كالعقارب المزيفة أو عقارب الكتب، وتسمى بذلك لأنها تحب العيش بين الكتب.