توجد مجموعة من الشروط التي تجب مراعاتها في أثناء عملية صناعة الصابون، وإن الكثير من الأشخاص يشتكون من أنهم يطبقون خطوات صناعة الصابون نفسها دون أن يحصلوا على النتيجة المطلوبة، ولمساعدتهم سوف نستعرض في هذا المقال شروط صنع الصابون.
وجود قاعدة
لا يمكن إتمام عملية صناعة الصابون دون وجود قاعدة قوية، وعادة ما يستخدم هيدروكسيد الصوديوم كقاعدة، والذي يعرف بالصيغة NaOH، وهو قاعدة قوية درجة حموضتها أعلى من 7، ووظيفتها التفاعل مع جزيء من الزيت في أثناء عملية التصبن، لذلك لا يمكن الاستغناء عنه، ولكن يجب أخذ الحيطة والحذر عند استخدام هذه المادة؛ وذلك لأنها مادة حارقة وكاوية للجلد، ويمكن الحصول عليها من المحلات الخاصة ببيع المواد الكيميائية، أو بعض المحال الخاصة بصناعة المنظفات.
وجود الزيت
يعد الزيت من المواد الأساسية في عملية صناعة الصابون، ويمكن استخدام الأنواع المختلفة من الزيوت؛ كزيت الزيتون، أو زيت جوز الهند، أو زيت عباد الشمس، ولكن غالبًا ما يستخدم زيت الزيتون، لتتفاعل القاعدة القوية مع جزيء الزيت في أثناء عملية التصبن.
درجة الحرارة المطلوبة
لا نحتاج إلى الحرارة في أثناء عملية صناعة الصابون إلا إذا كان الزيت صلبًا ويحتاج إلى تذويب، أما إذا كان الزيت سائلًا فإننا لا نحتاج إلى أي حرارة، ويمكن صنع الصابون عند درجة حرارة الغرفة، ولكن عند خلط الزيت مع القاعدة القوية تنتج عن الخلط حرارة عالية، والسبب في ذلك هو أن هذا التفاعل يكون طاردًا للحرارة.
إضافة الزيوت العطرية
في حال استخدام زيت الزيتون والقاعدة، فإن الصابون على الأغلب لن تكون له رائحة، وللحصول على رائحة عطرة للصابون ينصح بإضافة بضع قطرات من الزيوت العطرية ذات الرائحة المفضلة؛ كزيت اللافندر، أو زيت الليمون، أو زيت البخور، أو المسك، أو الفواكه، أو أي رائحة أخرى مفضلة بالنسبة للشخص أو أفراد عائلته.
إدخال الجليسرين
يعد الجليسرين من المركبات الثانوية الناتجة عن عملية التصبن، وله فائدة كبيرة في الحفاظ على ترطيب البشرة؛ إذ إن الجليسرين يستخدم بكثرة في تحضير مستحضرات التجميل، ومن الجدير بالذكر أن الصابون المصنوع يدويًّا يحتوي على الجليسرين، أما الصابون التجاري فلا يحتوي على الجليسرين، وإن وجود الجليسرين في الصابون هو ما يجعله ذا فائدة كبيرة للبشرة.
درجة الانصهار المطلوبة
كما ذكرنا سابقًا فإننا لا نحتاج إلى الحرارة إلا إذا كان الزيت صلبًا، وغالبًا يكون زيت الزيتون سائلًا عند درجة حرارة الغرفة، وكل زيت له درجة انصهار خاصة به، فمثلًا درجة الانصهار لزيت جوز الهند تكون عند 24 درجة مئوية، أما زيت النخيل فتكون درجة الانصهار الخاصة به عند 35 درجة مئوية، ويتمتع زيت النخيل بخاصية فريدة وهي أن مكوناته تنفصل عن بعضها عند إذابتها، لذا يجب خلطه جيدًا عند استخدامه لتحضير الصابون.
درجة الحموضة المطلوبة
يجب الانتباه إلى درجة الحموضة عند صناعة الصابون؛ لأن الصابون الذي تكون درجة الحموضة فيه متعادلة أي حوالي 7 هو الذي يناسب البشرة ولا يسبب لها أي حساسية، فإذا كانت درجة الحموضة للصابون أقل من 7 يكون الصابون حمضيًّا، وإذا كانت درجة الحموضة أكثر من 7 يكون الصابون قاعديًّا، ولهذا يفضل الكثير من الناس صابون حليب الماعز؛ لأن درجة الحموضة له تساوي 7، لهذا فهو مناسب لجميع أنواع البشرة حتى للبشرة الحساسة.
الوقت الذي تحتاجه عملية التصبن
كما ذكرنا سابقًا فإنه لصناعة الصابون نحتاج إلى خلط المادة القلوية مع الزيت، وتعرف هذه العملية بالتصبن، أي إنها تفاعل كيميائي يحدث بين القاعدة القوية والزيت المضاف، ويجب تحريكه جيدًا في أثناء التفاعل، وغالبًا ما يستخدم الخلاط الكهربائي لتحريكه، أو يمكن استخدام الخلاط الذي يعتمد على التحريك المغناطيسي، وبغض النظر عن الطريقة المعتمدة في تحريكه من المهم الحفاظ على التحريك طوال وقت التفاعل الذي يتراوح غالبًا بين 24 إلى 48 ساعة، وسنلاحظ أن درجة حرارة الوعاء المستخدم في الخلط سوف ترتفع في أثناء التفاعل نظرًا إلى أن التفاعل طارد للحرارة، وخلال هذا التفاعل سوف يتحد جزيء من القاعدة مع جزيء من الزيت لينتج الصابون والجليسرول كمركب ثانوي.
الوقت الذي يحتاجه الصابون حتى يتجمد
بعد انتهاء وقت التفاعل وهو 48 ساعة، يمكن صب الصابون المتكون داخل القوالب، وتركه حتى يجف ويتماسك لمدة أربعة أسابيع، وفي حال عدم وجود قوالب يمكن وضعه على صينية وتقطيعه إلى ألواح مستطيلة أو مربعة الشكل، ولكن باستخدام القوالب يمكن الحصول على الشكل الذي نريده، ويمكن شراء هذه القوالب من محال الأدوات المنزلية المختلفة، وهي غالبًا ما تكون مصنوعة من السيليكون.
تركيز المادة القلوية
يجب الحرص على أن تكون كمية المادة القلوية أقل بنسبة 5 إلى 88% من كمية الزيت؛ لأن ازدياد تركيز المادة القلوية يمكن أن يسبب الحساسية والجفاف للبشرة، كما يجب أن تكون كمية الزيت أكبر من القاعدة؛ لأن هذا يجعل البشرة أكثر رطوبة.